وجُرِحت شفتُه وسال الدم على وجهه ورأسه
بأبي أنت وأمي يارسول الله
" ياربِ أمتي .. أمتي " (مُتفقٌ عليه)
صدىً لمّا يزل تأثيرُه يغمرُ القلوب
فمن ذا الذي فعل مثلك من الأنبياء ؟؟
" أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبدُ الله وحدهُ و لا يُشرك به شيئاً "رواه مسلم
دعاءٌ دوّى بين جنبات ذلك المكان
خرج من قلبك الطاهر كالنسيم العليل
يتسلّلُ إلى عميقِ أرواحنا ليُشعرنا بمحبتك
نفديك يا رسول الله .. وعدٌ لك كم تكرّر على مدى أجيال
منذ ذلك الجيل الذي كنتَ فيه و حتى الآن
فلا زلنا نبكي حُرقةً .. شوقاً للقائك .. و حُبّاً لمجالستِك
تتوقُ النفس إلى أيامك مع أصحابك مع كل مصافحةٍ من أنظارنا لسيرتِك العظيمة
فلكم وددنا أن نكون منهم .. فتعمرَ قلوبَنا بأطايبِ الكلماتِ و أجملِ الذكرِ و أحسنِه
روحانيةٌ نشعرُ بها عند قراءتِها فكيف بالعيش بين جنباتِها و مع مُحدّثِها في ذلك الزمان ؟!!!
فما أروعها من أيامٍ كنتَ فيها سراجاً مُنيراً و نبراساً للخير
نتوقُ إليكَ حبيبنا و قد اشتقت إلينا
فكيف ننسى شوقكَ للقائِنا و مَنحنا شرفَ أُخوّتِك
" ودِدتُ أني لقيتُ إخواني"
إحساسٌ يتولّدُ بعد قرائتِها يغمرنا بفيض حبِّك
حين سألكَ أصحابُكَ أوليس نحن إخوانك؟
قلتَ يا حبيبنا لهم
"
أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"(رواه البخاري)
ما أجملها من كلمات
تستوطن القلب فتُحوّلُ صحراءه جنةً من عظيم صدقِها
فما أتعس من لم يعرفك و لم يعلم بقدرِك و شرفِ عظمتِك
شتموك !!!
شتموكَ .. يا رسول الله
ما أنصفوك ؟؟!!
شتموك !!
و ما علِموا عن حقيقة شخصك
فلو علِموا لعظّموك و لما برداءةِ حرفِهم و سخيف رسمِهم آذوْك
شتموك !!!
و ما علِموا عنكَ نُبلَ سجاياك
و لو علِموا ما اتهموك و لقدَروكَ حقّ قدركَ و لاتّبعوك
مالذي أصاب عقولهم حين أهانوك أهو ضربٌ من جنون !!
أم فتونٍ بقوةٍ لا تزال في انحطاطٍ ما دامت لغير الله همّتها تكون !!
ويح قلوبنا كيف تعيش وهي تسمع صدى أصواتهم و هم يتعرّضون لك
بأبي أنت و أمي
كيف لهم أن يشتموك ؟؟!!
و قد أسّستَ جيلاً لم يكن له مثلٌ في أيّ جيل
جيلٌ تخلّقَ بكلِّ جميل
أسقيت ذلك الجيل من ينابيع الشريعة ما جعلَهم منابتَ خيرٍ للأمّة
تؤتي أُكُلها كلّ حينٍ بإذن ربّها
لا تكِلُّ و لا تمِل
في همّتِها عالية
في بطولتِها نادرة
تكدحُ و تصبر
تذوق الويلات و تخوضُ الصّعابَ من أجلِ رفعةِ دينِها و نُصرةِ نبيّها
تتمنّى الموتَ و تطلُبُه لتفوز بتلك الغالية التي تتوق لها أنفسهم و قد عشقتها قلوبُهم قبل أعينهم
كيف لا يكون ذاك و قد أشعلتَ يا حبيبنا في قلوبِهم الحنينَ إليها
تمضي من بينهم و قد سرَت في دواخلهم كلماتُك كالنسيم العليل تُذهِبُ عن قلوبِهم وهجَ الدنيا و تعبَها
شتموك !!!
يا حبيب الله
ولو علِموا عنكَ ما أعلم لأحبوك
هُم بجهلِهم رمُوكَ و آذوْك
و نحنُ بإيمانِنا بإذنِ الله سنزيدُ غيظهم غيظاً
سنُريهم من أنتَ و من أتباعُك ؟؟
بسيرتِك فقط سيعلمون عُمقَ الخَطأ الذي ارتكبُوه في حقِّك
فلسوق ننشرُها
حتى يُذعنوا خاضعين لمن رفع الله ذكره في الأذان و عزّز قيمته في القلوب
عهدٌ علينا سنمضي لتحقيقِه بجدٍّ و ثباتٍ لأجلك حبيبنا
لأجلِ نُصرتِك أيها المُحبُّ لأمّتِه
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا